رئيس الجمهورية يضع حجر الأساس للمقر المركزي لمعادن موريتانيا

وضع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم حجر الأساس للمقر المركزي لمعادن موريتانيا الواقع بالمطار القديم في مقاطعة دار النعيم.
وحضر مراسيم وضع حجر الأساس معالي الوزير الأول، السيد محمد ولد بلال مسعود، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الشمالية، ورئيسة جهة نواكشوط، وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية في كلمة بالمناسبة "أن وجوده اليوم في مؤسسة معادن موريتانيا يتيح له فرصة أخرى للتعبير عن تقديره لجهود المنقبين وسلوكهم في نبذ الكسل وللاستفادة التي حصلوا عليها من خيرات أرضنا واستخراج ثرواتها بسواعدهم الطاهرة وبقوة إرادتهم".
وقال "هذا الجهد الكبير يشكل مساهمة مهمة في بناء اقتصادنا الوطني ولا يسعني هنا إلا أن أنوه به واشكرهم جميعا إدارة ومنقبين ومستثمرين".
وأضاف "إن مجهودات المنقبين وإرادتهم القوية هذه تولد لدينا شعورا كبيرا بالاعتزاز وبالفخر بهم لكن يشوبه من حين لآخر من الحزن والأسى كلما تعرض أحد أبنائنا لحادث مؤسف في إطار ممارسته لهذا العمل، ويكون هذا الأسى مضاعفا وأكبر وأثقل عندما يحصل ذلك بسبب ارتكاب أخطاء لا داعي لها بصراحة كتجاوز حدود حوزتنا الترابية وكعدم احترام إجراءات السلامة".
"إن هذا الأمر، يضيف رئيس الجمهورية، غير مقبول ولا مصلحة فيه ولا يمكن أن يستمر وأدعو الجميع للتعاون لنحترم بصرامة كل الإجراءات الشرعية والقانونية من أجل عدم تعريض الأنفس للخطر".
وقال "لا تحتاج أهمية هذا القطاع وما أوليه له من أهمية من عناية إلى دليل فقد واكبته في كل مراحله: فقد كنت من أجله في الزويرات وكنت من أجله في الشامي وأنشأنا من أجله مؤسسة معادن موريتانيا وها نحن اليوم معكم في نواكشوط لنضع حجر أساس مقر مؤسسة معادن موريتانيا؛ ولأن المجال الاجتماعي هو محور اهتمامنا وفي صدارة أولوية اولوياتنا فقد أعطيت التعليمات بإنشاء صندوق اجتماعي خاص بالحالات الإنسانية في إطار نشاطات التعدين الأهلي وقد ألزمتهم بأن يتم تسييره بكل شفافية وموضوعية وأن يصل تأثيره إلى كل مستحقيه بكل أمانة وبكل دقة، وسيوضع مبلغ مليار أوقية قديمة من طرف معادن موريتانيا في هذا الصندوق لسنة 2023" وقال "استجابة لرغبتكم، أيها المنقبون، فسأعطي تعليمات أيضا بضم منطقة تمايه بتازيازت لأروقة معادن موريتانيا، وفي ذات الوقت فإن هذه مناسبة لتأكيد صرامة السلطات الإدارية والأمنية في منع ممارسة النشاط خارج الأروقة المخصصة لمعادن موريتانيا والصرامة أيضا في احترام كل القوانين والقرارات الصادرة عن الجهات المختصة وفق القانون دون أدنى تردد".
وكانت مراسيم وضع حجر الأساس قد بدأت بتلاوة من الذكر وبكلمة ترحيبية لعمدة دار النعيم، كما اشتملت على خطاب لمعالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح، أكد فيه على "أهمية الخطوات التي قطعتها معادن موريتانيا منذ تأسيسها بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتكليفها بتأطير وتنظيم هذا النشاط وترقيته، مبرزا "أن ذلك توج بمصادقة مجلس الوزراء يوم 15 يونيو 2022 على مشروع قانون ينظم النشاط المعدني الأهلي وشبه الصناعي المتعلق بالذهب ويحدد الإطار القانوني لشركة معادن موريتانيا، وهو القانون الذي صادق عليه البرلمان يوم 24 نوفمبر 2022 وتم نشره في الجريدة الرسمية".
وقال "اليوم، وبعد سنتين من إطلاق شركة معادن شهر نوفمبر 2020 بمدينة ازويرات، أصبح النشاط التقليدي وشبه الصناعي للذهب يشكل رافعة كبيرة للاقتصاد الوطني ويساهم بشكل كبير في التشغيل وخلق قيمة مضافة جديدة ويرجع بالنفع لأكثر من 250 ألف مواطن في شتى أنحاء البلاد".
وتحدث الوزير عن ضرورة التعايش بين قطاعي التعدين الصناعي الكبير والأهلي، مؤكدا "أن المصلحة العامة للبلد تفرضه وأنه تعايش ممكن بل وضروري ويستوجب من جميع الفاعلين الالتزام التام باللوائح القانونية والمسلكيات الحميدة من أجل الاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية".
أما المدير العام لمعادن موريتانيا السيد حمود ولد امحمد، فقد أكد في خطابه "أننا اليوم أمام محطة متقدمة من مشروع رائد، بدأ فكرة استدعاها إصلاح الواقع، ليتحول إلى تعهد من تعهدات فخامة رئيس الجمهورية للشعب، ثم إلى مؤسسة تنظم مجالا حيويا، وتحتضن عشرات آلاف الشباب الموريتاني، وتوفر خدمات كبيرة، وتساهم مساهمة مقدرة في الاقتصاد الوطني، وتقدم أنموذجا حيا في الإرادة، والميدانية، وفي قدرات السواعد الموريتانية على الإنجاز، والعطاء، والنجاح".
وقال "لقد أنهينا خلال فترة وجيزة الترسانة القانونية الناظمة للمجال، وأقمنا البنية المؤسسية على أسس صلبة، وبيننا شراكة قائمة على الثقة والاحترام والتعاون مع كافة مكونات الأسرة المعدنية، ووفرنا الخدمات الأساسية في مناطق النشاط، ونواصل السير على هذا الدرب دون كلل أو تردد".
"من حظ هذا المشروع، يضيف المدير العام، أن ارتبط بكم، فخامة رئيس الجمهورية، ارتباطا وثيقا، منذ تخلق، إلى اليوم، فبتعهد منكم وجد، وبرعايتكم استمر وتطور، ليصل إلى ما وصل إليه اليوم مما هو ماثل أمام الجميع ؛ وسنجانف الموضوعية، ونظلم الحقيقة، ونعتدي على التاريخ والجغرافيا، والحاضر والمستقبل، إن نحن لم نعترف ونعلن أمام الجميع أنه لولا إرادتكم الصادقة، ومتابعتكم الآنية، لكان هذا المشروع ما زال يحبو في خطواته الأولى، ويتعثر، لكن بفضل الله أولا، ثم بفضل هذه الإرادة حقق خلال سنتين، ما كان سيحتاج لعقد من الزمن أو أكثر لو غابت هذه الإرادة، أو افتقد هذا الدعم والتوجيه والمواكبة الكريمة".
وبعد ذلك قدم المدير العام عظيم الشكر لفخامة رئيس الجمهورية باسم الأسرة المعدنية الأهلية وشبه الصناعية، وشكره لفخامة الرئيس، باسم عشرات الآلاف من الموريتانيين الذين وجدوا في هذا مجال التعدين الأهلي ضالتهم، وباسم الشركات موريتانية والمستثمرين الموريتانيين دخلوا مجال التصنيع، وباسم عطشى فجرت ينابيع المياه تحت أرجلهم، أو حليت المياه لتصبح سائغة في حلوقهم في الشكات واكليب اندور امجيحدات ووديان الخروب وأناجيم واصفاريات، وتيجيريت واخنيفيسه والشامي وغيرها".
وأكد المدير العام في خطابه "أن المقر المركزي في العاصمة نواكشوط ينضاف لثماني مقرات في داخل البلاد، وسبع نقاط صحية مجهزة بثمان سيارات إسعاف جاهزة للتدخل"، مضيفا أنه "حيث ما وجد التعدين الأهلي ستوجد بإذن الله، معادن موريتانيا، بمقراتها وخدماتها، وطواقمها".
وقال "بما أن الخدمات الأساسية، وتوفيرها وتقريبها من الجميع يشكل سمة بارزة في برنامجكم الانتخابي، وفي أولوياتكم، فقد أولت معادن موريتانيا هذا المجال اهتماما كبيرا، حيث حفرت حتى الآن ثلاثين بئرا ارتوازية، منها سبع مجهزة بوحدات لتحلية المياه بالمناطق التي لا تتوفر فيها المياه الصالحة للشرب، كما عمرت الوكالة هذه المناطق النائية، بعد أن فتحتموها، بأسباب الحياة من مياه، وطرق، واتصالات، وخدمات صحية".
"وفوق ذلك، فخامة الرئيس، يضيف المدير العام، فقد تم إنشاء صندوق تضامن اجتماعي موجه لتغطية كافة المخاطر المرتبطة بممارسة نشاط التعدين الأهلي طبقً لأوامر سامية منكم".
وعن محور الإنتاج الذي تفاخر بها الأسرة المعدنية، أكد المدير العام أنه "حقق بفضل الله، ثم برعايتكم ودعمكم أرقاما رائدة، وجسد بحق الشعار الذي أطلقتموه قبل نحو عامين من عاصمة المعادن مدينة ازويرات، وهو "نستخرج معادننا بسواعدنا لخدمة وطننا"، مبرزا "أن شركات الذهب تنتج ذاتيا، وأن إنتاجها وصل إنتاجها حتى الآن 5.2 طن من الذهب، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البلد، التي يتحقق فيها إنجاز كهذا باستثمارات وطنية، وشركات وطنية، وأيد وطنية".
وتحدث المدير العام عن إجراءات السلامة، مؤكدا "أن وكالة معادن موريتانيا عملت في هذا المجال على عدة محاور، بينها "إطلاق حملات تحسيس متتالية، حول السلامة واحترام الحوزة الترابية، وتوفير 13 آلية إنقاذ ثقيلة، تم نشرها وفق خريطة واضحة في مختلف مناطق مضافة لسيارات الإسعاف الموجودة ميدانيا، ومنها جعل السالمة أحد عناوين عمل الوكالة، ومحور شراكتها مع الفاعلين في المجال، مع اعداد وتوزيع دليل السلامة بجميع اللغات الوطنية، و استحداث رقم أخضر للطوارئ (199) متوفر على مدار الساعة؛ ومنها نقل 950 ألف طن من التربة الضارة خارج ازويرات والشامي؛ وإنشاء وتجهيز مركزي الشيخ محمد المامي والأمير سيد احمد ولد احمد عيده للتعدين الأهلي".
وختم المدير العام كلمته بقوله "لقد انطلقنا بثقتكم، وواصلنا بدعمكم، ونحن اليوم أكثر تعويلا على هذه الثقة، وذاك الدعم والمواكبة، فبهم ومعهم سنحقق المأمول، ونواصل تجسيد شعارنا الخالد على أرض الواقع".
هذا، ويتألف المقر الذي سينجز في ظرف السنة المقبلة، من قاعة متعددة الأغراض، و60 مكتبا، وغرفة أرشيف، ومواقف للسيارات، ومصعدين، وقاعات للاجتماعات، ومصلى، ومطعم مع إنارة طبيعية وفضاء أخضر، وبصمة كربونية منخفضة.